نشر موقع Mayo clinic الإلكتروني مقالا وضح فيه الكاتب علاقة الحديث مع النفس بالتفكير الإيجابي فيقول "إن الحديث مع النفس هو مجرى لا ينتهي من الخواطر والأفكار التي تتدفق من خلال العقل كل يوم. هذه الأفكار الذاتية الحركة قد تكون إيجابية أو سلبية، فبعض حديثك مع النفس يتولد من المنطق أو الاستنتاج، والبعض الآخر ينشأ من الاعتقادات الخاطئة التي تتكون لديك بسبب نقص المعلومات، فإذا كانت الأفكار التي تتدفق من خلال عقلك أغلبها سلبية، فالأرجح أن رؤيتك للحياة تميل إلى الطابع التشاؤمي. إذا كانت ... أغلب أفكارك إيجابية فأنت على الأرجح ميال للتفاؤل".
كيف يعمل التفكير الإيجابي على تحقيق أهدافنا؟
كل سلوك يبدأ بفكرة فإن كانت الفكرة إيجابية نتج عنها سلوك إيجابي، وإن كانت سلبيا قادته إلى النتيجة نفسها، فلو دخل طالب قاعة الامتحان وهو على ثقة من أنه قد أدى كل ما يستطيع ليتمكن من المادة متفائلا بالحصول على نتيجة ممتازة فالأرجح أنه سوف يحقق ما حدث نفسه به، وفي المقابل لو أن طالبا آخر دخل امتحان مادة الرياضيات وهو يفكر بصعوبة المادة مبديا لنفسه إحساسا غير مطمئن لتمكنه من المقرر، متشككا في مقدرته فلن يستطيع في الغالب تحقيق نتيجة إيجابية، هذا السيناريو يتكرر سنويا عند كثير من الطلبة، فلماذا يتكرر حدوث ذلك؟ لقد حاول بعض علماء النفس الإجابة عن هذا السؤال فذكروا أن العقل ينقسم إلى قسمين عقل واع وعقل لا واع ويطلق عليه أيضا "العقل الباطن" فهذا العقل هو المسؤول عن ضبط إيقاع العمل لكثير من أجهزة الجسم كالجهاز الهضمي والجهاز العصبي والجهاز التنفسي، ويصفه البعض منهم بأنه كالطفل يصدق ما يقال له دون أي تردد، ومع ذلك فإن له قوة جبارة تزود الإنسان بالطاقة والمقدرة التي تمكنه من تحقيق أهدافه أيا كانت درجة صعوبتها، فبقدر ما يتحدث الإنسان مع نفسه ويخاطب عقله الباطن بجمل إيجابية كلما تقبل هذه الإيحاءات وبدأ يعمل على تهيئة العقل الواعي وأجهزة الجسم الأخرى للعمل على نحو يحقق ما قبل به، ومن حيث لا يدرك الإنسان أًصبح يشعر بطاقة ومقدرة كبيرة تعم عقله وجسمه فتدفعه لتنفيذ أعمال لم يكن قد جربها من قبل فينجح فيها وبتميز.
كيف تمارس التفكير الإيجابي؟
تستطيع أن تمارس التفكير الإيجابي ولكن يحتاج الأمر إلى إصرار منك ومراقبة للعبارات التي يتكون منها حديثك مع النفس، فكلما تنبهت إلى أنك تستخدم كلمات أو جملا سلبية بادر بتعديلها إلى كلمات وجمل إيجابية، وعندما تعزم على عمل ما ابدأ باستخدام الكلمات الإيجابية واستحضر الصور الذهنية المؤكدة لإمكانية تحقيق ما تنوي القيام به .